بوابة اليوم | بالصور "قصة كفاح سّطرتها سيدة مجتمع تدعى" بسمة الشرقاوي"
كتب : مصطفى الشيخ
عندما يولد المرء
يسقط جسده على الأرض لكن يظل عقله معلقاً بحلم الحياة التي سيخوضها عليها، والمنسوجة
من وحي وعيه الفطري الجديد، وتظل عيناه مغلقتان عليه تحفظ ملامحه حتى النضوج، ثم تنفرج
يديه وعينيه في رحلة بحث عن عناصر تكوين رؤياه الأولى يقطعها أشواط من الصراع مع العناصر
المضادة والظروف الحالكة ثم تأتي المواجهة المحمومة التي يحدد فيها الإنسان ماهيته؛
فإما أن تقشع إرادته حوافر تلك الظروف وتعبر حواجزه أو توهن وتذهب حيثما تقذفها الأمواج.
"بسمة الشرقاوي"
إحدى النماذج اللواتي استطعن الانتصار لذاتها ولأحلامها في اختبارات عدة لتسير في طريقها
بالخطى التي ترضاها لحالها، فعندما فتحت عيناها على بيئتها الريفية بمحافظة البحيرة
لم تجد بها متسعاً لتحقيق الكيان الذي تحلم به وظلت أعوام صباها تسعى لرحيلها إلى الأرض
الرحبة المكدسة بكيانات غفيرة سلكن سبل مشابهة على أرض ساخنة السباق والتنافس، وفي
عامها الـ 18 استطاعت أن تصل إلى ناصية الطريق، فانتقلت إلى القاهرة في مرحتلها الجامعية
وانطلقت في دراسة الإعلام بجامعة عين شمس ومن ثم كان الانطلاق إلى الحياة العملية التي
أذابتها في خضمها وبدأت في تشكيل شخصيتها على نحو جاد مغاير للتقليدية التي نالت الكثير
من فتيات مجتمعها داخل طوقها.
الشرقاوي" سيكون لي بصمة في المجتمع وسأكون قدوة لكل إمرأة كَافحَت من أجل إثبات ذاتها
فتوجهت للعمل الميداني
في سنوات دراستها الأولى وعملت كمحررة في أحد المواقع وانصرف اهتمامها إلى المجتمع
المدني بزيارات دور المسنين والأيتام و الانشغال بإجراء الأبحاث عنهم وإلى جانب عملها
كمحررة صحفية أنخرطت في أعمال منظمات المجتمع المدني فعملت كمسئول للجنة الإعلامية
لـ"مركز السلام الدولي لحقوق الإنسان"، وعضوه بمنظمة المرأة العربية
ومنسق إعلامي لمؤسسة "جوساب لتنمية المجتمع"،
ومسؤول العلاقات الخارجية في "منظمة التنمية والسلام والإغاثة الإنسانية".
صار لها أبًا روحيًا ثم توفي في مكانه على الرصيف وظل لثلاثة أيام لا يدري به أحد
لينتهي بها المطاف
لتكون صاحبة مؤسسة البسمة لرعاية وإيواء المشردين، تقول "بسمة الشرقاوي
"اهتميت بالمجتمع المهني والعمل الإجتماعي الخيري، ولأني تعرضت لمعاناة وظروف
صنعت مني شخص إيجابي يحول أي مشكلة لتحدي مهما كانت صعوباتها فكرت في أن أكون شخص فاعل
يشارك في خدمة مجتمه".
ظلت "بسمة"
تمارس عملها على نحو الواجب الاجتماعي حتى أصابتها صفعة قسوة الواقع والأقدار التي
اتخذت من حياتها مجرى جديد حيث اقتادتها الصدفة للتعرف على أحد المسنين المشردين الذي
كثيرا ما تأثرت به وتوطدت علاقتهما حتى صار لها أبًا روحيًا ثم توفي في مكانه على الرصيف
وظل لثلاثة أيام لا يدري به أحد حتى خرجت رائحته وفؤجئت بذلك فور عودتها من السفر.
عندها شعرت "بسمة" أن المشردين هم الفئة
الأكثر تهميشاً في المجتمع والأَخِرون على خريطة أولويات دور الرعاية فألحت عليها فكرة
تأسيس مبادرة تجمع كل المشردين بالشوارع وتوفر لهم مأوى آمن، ومنذ لحظتها لم تتوانى
عن السعي في تنفيذ الفكرة حتى أطلقت "ع الرصيف" مبادرتها لإعطاء حق الحياة
الآدمية لأناس ساقتها أقدارها القاتمة لحياة المشاع.
عملت مبادرتها
ع الرصيف تحت شعار "أنا إنسان" واستهدفت المشردين الذين بدون مأوى ويتخذون
من الأرصفة سكنا لهم، لتوفير أبسط حقوقهم وذلك من خلال توفير سكن لهم متمثل في المؤسسة
الإنسانية العربية التي تحتضن كبار السن المشردين من النساء والرجال وتكون بمثابة مركز
تأهيلي للشباب صاحب المؤهلات فوق العليا لإشراكهم في إدارة المؤسسة.
تأهلت بسمة الشرقاوي لتمثيل مصر في برنامج الملكة التابع لجامعة الدول العربية
بالإضافة إلي المركز
التوعوي الموجود بالمؤسسة ليقوم بدوره في تقديم عدد من الدورات والورش ويتم توعيتهم
بمفهوم المسئولية الاجتماعية وكيفية التعامل مع المشكلات الاجتماعية بإيجابية لتتحول
لتحدي يمكن من خلاله عرض مقترحات وحلول تفاعلية تخدم المجتمع كما تعني المبادرة بالمرأة
سواء كانت ليس لها مأوى أم كانت امرأة تعول
أسرة ودخلها ضعيف لا يسمن ولا يغني من جوع، فتقدم تسهيلات لمجموعة من المشروعات الصغيرة
التي توفر لها دخل يكفي بصورة لائقة.
سعت في إنشاء مؤسسة البسمة لرعاية وإيواء المشردين ليكون منبر إنساني ينطلق منه كل المبادرات التي تخاطب الإنسانية
وبعد عامين من
المبادرة واجهت خلالها حالات تهز القلوب وتشيب لها الرؤوس استطاعت "بسمة"
تحقيق جزء كبير من مجمل أهدافها وقامت بعمل حصر للحالات بالإضافة إلي أنشطة حملات النظافة
الشخصية والإسعافات الأوليه لجروحهم.
وبعد مشوار دؤوب
دام لـ 7 سنوات في خدمة المجتمع المدني، تأهلت بسمة الشرقاوي لتمثيل مصر في برنامج
الملكة التابع لجامعة الدول العربية.
ومن ثم سعت في
إنشاء مؤسسة البسمة لرعاية وإيواء المشردين ليكون منبر إنساني ينطلق منه كل المبادرات
التي تخاطب الإنسانية .
أضف تعليق